من مسلمات العلائق الاجتماعية, وأمر لا يرقى إليه الشك تلك العلاقة الوثيقة القائمة بين المراهقين
ذكوراً وإناثاً, والمخدرات على مختلف أصنافها وتعددها .هذه المخدرات الشرسة تفعل فعلتها الخبيثة في تفتيت وتمزيق الحالة الصحية لمن يتعاطاها وخاصة من المراهقين..إذ إنها السبب المباشر في إحداث الكثير من الخلل الجسماني والنفسي والعصبي, كأعراض بطء التنفس وفقدان الشهية وتصلب الشرايين وانسدادها, والقلق الدائم والتهيج المستمر وأخيراً الفشل الحياتي...
إن جزئيات هذا الخلل التي تطرح مساوئها بعمق وشراسة لدى متعاطي المخدرات, تحفر آثارها الاجتماعية الفعالة في شخص المتعاطي دون هوادة أو رحمة..ويمكننا تلخيص هذه الآثار المدمرة بالنقاط الخمس التالية:
1 ¯ التغيير في الشخصية: حيث يبدو على المتعاطي الاكتئاب, ويصبح مهيئاً لممارسة سلوك عدواني عنيف شرس, إذ نراه دائماً يهدد بالانتحار والهروب من المنزل. ويميل إلى الإيذاء اللفظي أو الجسدي للوالدين أو الأشقاء..
2 ¯ فقدان الاهتمام بالمدرسة: فالمتعاطي لا يبدي أي اهتمام بالأنشطة المدرسية, بل تبدأ درجاته بالانخفاض والتدني, وكثيراً ما يهرب من المدرسة. أو لا يذهب إليها. ويعلن كرهه للدراسة والمدرسين معاً..
3 ¯ الانعزالية: يميل المراهق المتعاطي للمخدرات إلى العزلة والسرية فيما يتصرف .إذ غالباً ما يحيط ذاته بعالم من الانغلاق والوحدانية, مبتعداً عن المشاركة بأي نشاط أو علاقة أسرية أو مدرسية أو بيئية. ونراه كثيراً ما يلوذ بغرفته الخاصة ضارباً نطاقاً من السرية التامة على كل شيء ,الأمر الذي يؤدي به إلى كره الأهل والجيران والأصدقاء..
4 ¯ إشكاليات مادية معقدة: حيث يزداد طلب المراهق للمال من والديه بأسلوب فظ شرس..وكثيراً ما يجد الأهل لديه أموالاً لا يعرفون مصدرها, وتظهر عنده متطلبات ومصروفات مفاجئة وغير مبررة, الأمر الذي يدفعه إلى الكذب المزمن, ونسج متطلبات خيالية كاذبة, وحكايا غير مقنعة..كل ذلك ليبرر تصرفاته الطائشة, والأموال المهدورة كما قد يصل به الأمر إلى ادعاءات رعناء, كأن يدعي أن أهله يكرهونه وينبذونه لأنهم لا يتيحون له ما يريد..
5 ¯ مشكلات أمنية: فقد يزج نفسه في إشكالات أمنية كثيرة, كأن يتشاجر مع الجيران والأصدقاء ورفاق المدرسة, أو كأن يعرض نفسه لحوادث سير بسبب تأثير المخدر عليه, أو أن يتواجد في أماكن محرمة ومحظور عليه ارتيادها كل هذه الأمور تستدعي تدخل الشرطة ورجال الأمن..هذه الأعراض البشعة المدمرة التي تصيب المراهق المدمن, تطرح السؤال الأكثر أهمية,سؤال يطرحه جميع الآباء والأمهات..ما هو السبيل دون السقوط في هذا المستنقع الآسن ??. وما هو الدور الذي ينبغي أن يمارسه الأبوان للوصول بابنهما المراهق والمدمن إلى شاطىء السلامة والنجاة??..