خطورة المفرقعات والألعاب الناريةتقديم : م / جمعة محمد سلامة
مدير مكتب السلامة ( المنظمة الليبية للسلامة والصحة المهنية والبيئة )تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا أسوة بباقي المجتمعات ، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية والرسمية والشعبية من خطورة هذه الألعاب فان بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب أو حسيب حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها خاصة مع الاحتفالات بالأفراح والمناسبات العامة وبالأعياد المباركة .
وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة ، كما تحدث أضرار في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين .
أضرار صحية :
إن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات كل ذلك يعد سببا رئيسيا للإضرار بالجسم وخاصة منطقة العين الحساسة ، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر ، حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين .
كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما اخطر من الآخر ، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة ، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة .
كما أن استخدام الألعاب النارية أصبحت عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتعكر جو حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والأسواق وخاصة في الأماكن المزدحمة ، كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمون الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك أثارا نفسية عليهم .
تبذير مالي :
إن استهلاك ألاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات في المناسبات وبدون مناسبات وترويجها المتواصل في الأسواق يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني أصلا من ضائقة مالية وبالتالي يؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر الاقتصاد الإسرائيلي الذي هو المستفيد الأول من ذلك .
بالإضافة إلى ضعاف النفوس من التجار الذين همهم الأول تحصيل الربح والحصول على الأموال دون أدنى اهتمام بالأضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية سواء على مستوى الصحة أو البيئة أو المجتمع أو على صعيد الاقتصاد الوطني .
تعريف المفرقعات :
هي المواد المتفجرة التي تستخدم لأغراض الترفيه والتسلية ، وهي عبارة عن عبوات محكمة بغلاف من الأوراق الكرتونية والبلاستيكية ومعبأة بمواد متفجرة واطئة مثل ( البارود والسيليلون ) وهي بألوان وأحجام وأشكال مختلفة فمنها الدائرية ومنها المثلثة والاسطوانية وينبعث منها شرر ناري وأصوات مدوية .
أنواعها : للمفرقعات أنواع عديد فمنها المضيئة والصوتية والدخانية والمشتعلة .
آثارها وأضرارها :
للمفرقعات آثارها وأضرارها ، وتنقسم إلى عدة أقسام هي :
الجسدية : مثل التعرض للإصابة التي قد تطول الأعين والأصابع والأيدي ، وهم جزء مهم وحساس في جسم الإنسان ، عدا الحروق والجروح وغيرها .
المادية : هي أيضا مضيعة للمال فيما لا يفيد ، بدلا من شراء أشياء أخرى أفضل وأوفر .
الصحية : من آثارها استنشاق السموم التي تصدر منها ، وهو أمر مضر بالصحة ، والشيء الأساسي يكمن في إضاعة الوقت فيما لا ينفع بدلا من الانشغال بما يجلب المعرفة والتعلم والاستفادة . ، والضرر الذي قد تحدثه هذه المفرقعات للأذن وللسمع بسبب الضجيج .
كما أن المفرقعات تثير القلق بين الجيران خاصة عند إصابة بعض الأبناء ، كما أنها تعوّد على اللامبالاة بالقانون والعادات الأصيلة والاستهتار بمشاعر الآخرين .
المفرقعات ونشوب الحرائق :
من المعروف أن الحرائق تقع نتيجة اتحاد ثلاثة عناصر هي : المادة القابلة للاشتعال والحرارة الكافية والهواء ، ولكون هذه العناصر متوفرة في المفرقعات فإن استخدامها يعرض النفس والممتلكات والآخرين لخطر الحريق .
ما هي أسباب انتشار المفرقعات :
إن من أسباب انتشار المفرقعات بين الأطفال عدم التقدير الصحيح من قبل بعض أولياء الأمور وأرباب الأسر للمخاطر التي يمكن أن تلحق بأطفالنا عند استخدام المفرقعات .
ومن بين أسباب انتشارها أيضا وجود بعض أصحاب المحلات الصغيرة ووجود بعض من الشباب الكبار الذين يسعون للكسب من وراء الاتجار بهذه المواد دون الاهتمام بالمخاطر الجسيمة التي تسببها .
إضافة إلى سهولة تهريبها بين الأمتعة الشخصية للقادمين من المنافذ الحدودية .
ولكي نقضي على هذه الظاهرة لابد من التكاتف والتآزر فيما بيننا .
واجب أولياء الأمور :
ان المفرقعات والألعاب النارية تشكل خطورة كبيرة على المجتمع ، حيث أنها من الممكن أن تتسبب في اندلاع الحرائق وإصابة مستخدميها بإصابات بالغة . كذلك على أولياء الأمور التعاون مع الشرطة وذلك بمراقبة ومنع أطفالهم من استخدام هذه الألعاب الخطرة ومنعهم من شرائها ، وإبلاغ أقرب مركز للشرطة عن أية محلات تقوم بعرضها أو بيعها ليتم اتخاذ الإجراءات حيالها .
واجب المهنيين ومتخذي القرارات :
للحد من هذه الظاهرة على صانعي القرار والمهنيين في المجتمع العربي العمل قبل كل عيد لرفع الوعي الجماهيري لمخاطر هذه الظاهرة التي باتت تفلق منامنا ، من خلال إلقاء المحاضرات وتوزيع النشرات وتمكين الشرطة من فحض أماكن البيع الخاصة ، فالمسؤولية هي مسؤولية الجميع ولا تقع فقط على أولياء الأمور .
عزيزي القارئ : لنضع أيدينا معا ونعمل على التخلص من هذه العادة السيئة التي تسبب الدمار والهلاك ، ونحمي أنفسنا والآخرين من خطر المفرقعات وسمومها .
مقترحات للحد من هذه الظاهرة :
أولاً : على صعيد الأسرة :
أن تعي الأسرة مخاطر الألعاب النارية على أبنائها وتقوم بتوضيح ذلك لهم ، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها بينهم ، كما انه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم .
ومن واجب الأسرة تبليغ الجهات المعنية عن الشخوص الذين يقومون ببيع وترويج هذه المواد الضارة بالوطن والمواطن .
ثانيا : على صعيد وزارة التربية والتعليم :
تلعب وزارة التربية والتعليم دور مهم ورئيسي في توعية الطلاب وأولياء أمورهم بمخاطر الألعاب النارية وما تشكله من تهديد حقيقي لا يستهان به لحياتهم ، وذلك عبر الوسائل التربوية المتاحة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة وإبراز المخاطر والمآسي التي تجلبها لأطفالنا وما لها من أضرار على الأنفس والممتلكات والأموال ، ويتم ذلك عن طريق تثقيف الطلبة وتقديم النصح والإرشاد لهم حول تلك المخاطر من خلا ل الإذاعة المدرسية اليومية ومن خلال التفاعل الايجابي بين المرشدين التربويين والطلبة وتوزيع النشرات التعريفية والإرشادية ، وعمل المحاضرات بهدف المساعدة في توصيل الرسالة حول مخاطر استخدام الألعاب النارية ، كما يلعب المعلمين دور هام في توعية الطلاب وخاصة في الدقائق الأولى من بداية الحصة الدراسية ويتعدى دورهم المدرسة ليقوموا بتوعية الآخرين في إطار المحيط الاجتماعي والأسري لهم .
كما لا بد من التنسيق والتعاون المستمر بين دوائر التربية وأجهزة الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع تفاقمها والعمل المشترك للحد منها واستئصالها من المجتمع .
ثالثا : على الصعيد الرسمي :
لا بد للمجلس التشريعي من سن قوانين تردع كل من يتاجر بالألعاب والمفرقعات النارية أو يقوم بتوزيعها أو بيعها على المواطنين وإذا تعذر سن قوانين في هذه المرحلة أن يتم اتخاذ مرسوم رئاسي للقضاء على هذه الظاهرة المزعجة والمقلقة .
رابعاً : على صعيد جهاز الشرطة :
لا بد للشرطة من اتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص أو أصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة في الأسواق وإتلافها وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزائهم سواء بالسجن أو بفرض غرامات مالية باهظة عليهم .
خامساً : على صعيد وزارة الصحة :
يقع على عاتق وزارة الصحة دور مهم يتمثل في تعريف المجتمع بالمخاطر والأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الألعاب النارية وذلك من خلال تنظيم المحاضرات واللقاءات التي تعرف المواطن بذلك وإصدار النشرات الصحية التثقيفية وتوزيعها على المواطنين .
سادساً : على صعيد أئمة المساجد :
نظرا لدور الدين الكبير في الحد من كافة الظواهر السلبية فلا بد لائمة المساجد من طرح مخاطر الألعاب النارية في خطب الجمعة ومن خلال الندوات التي تعقد بين فترة وأخرى وتوضيح موقف الشرع من ذلك على مختلف الصعد .
سابعاً : على صعيد وسائل الإعلام :
أن تقوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بتوعية المجتمع بمخاطر وسلبيات استخدام الألعاب النارية وخاصة من خلال برامج التلفاز الذي يجب ان يكثف بين كل فقرة وأخرى مادة إرشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب ، وعقد اللقاءات مع ذوي العلاقة لتوعية المواطن بذلك .
سؤال وجواب !؟
أخي القارئ :
س ـ إذا وجدت صديقك يحاول شراء المفرقعات من أحد المتاجر فماذا تفعل ؟
ج ـ أبعده عن هذا المتجر وأدعوه لقضاء وقت في اللعب بأشياء أخرى أكثر أمانا ، مع يقيني بأن بيع المفرقعات والاتجار بها ممنوع ويعاقب عليه القانون .
س ـ إذا رأيت صديقك يشعل المفرقعات فهل تهدده ؟
ج ـ لا ، إنما أنصحه بالابتعاد عنها .
س ـ إذا وجدت مفرقعات في أحد المتاجر ماذا تفعل ؟
ج ـ أبلغ والدي أو أحد إخوتي الكبار حتى يقوموا باللازم .
ختاماً ... كل العام وأنتم بخير ...
المدرب / جمعة محمد سلامة ... وصور في ختام دورة أمن المرافق والمنشآت الحيوية لصالح ( شركة الإتصالات الدولية الليبية ... طرابلس / يوليو 2013 )
عناوين التواصل :
المدرب / جمعة محمد سلامة
المدرب / جمعة سلامة
المدرب جمعة محمد سلامة